DOMUNI UNIVERSITAS

الأخبار

الوساطة في النزاعات: دورة جديدة متاحة في دوموني

الوساطة في النزاعات: دورة جديدة متاحة في دوموني

5 مارس 2025

الوساطة في النزاعات: دورة جديدة متاحة في دوموني

الوساطة هي آلية لحل النزاعات التي اكتسبت أهمية متزايدة في الأنظمة القانونية والتنظيمية والدولية على مدار العقود الماضية. في مواجهة صرامة وارتفاع تكاليف الإجراءات القضائية، تظهر الوساطة كبديل مرن ومتوافق مع واقع العلاقات الإنسانية والمؤسساتية المعاصرة. تستعرض هذه الدورة الجديدة التي تقدمها دوموني أسس ومبادئ وتطبيقات الوساطة كأداة لإدارة النزاعات. سيرافق الدورة إدوارد كوتسافا، أستاذ ووسيط معتمد، حاصل على شهادة من معهد IFOMENE (المعهد الكاثوليكي في باريس). كما شغل إدوارد كوتسافا مسؤوليات كنسية هامة في روما كأمين عام لجمعية الشبيبة الكاثوليكية الأوروبية وهو أيضًا عالم لاهوت.

تعريف وأسس الوساطة


يمكن تعريف الوساطة على أنها عملية طوعية وسرية حيث يسهل طرف ثالث محايد، الوسيط، التواصل بين الأطراف المتنازعة لمساعدتها في التوصل إلى حل مقبول من الطرفين. على عكس التحكيم أو الأحكام القضائية، لا تعتمد الوساطة على سلطة تفرض حلاً، بل على إرادة الأطراف للتوصل إلى اتفاق.

تاريخياً، تم ممارسة الوساطة في ثقافات متعددة بصيغ مختلفة. وتشهد محاكمات "البابلارا" الأفريقية، ودورات العدالة بين الشعوب الأصلية، وممارسات التسوية في المجتمعات التقليدية على قدم هذا الأسلوب. اليوم، أصبحت الوساطة مؤسساتية في العديد من المجالات، من الوساطة الأسرية إلى الوساطة الدولية، مرورًا بالوساطة التنظيمية.

المبادئ الأساسية للوساطة


تعتمد الوساطة على عدة مبادئ تضمن فعاليتها ومصداقيتها. الحياد والموضوعية للوسيط أمران أساسيان، حيث لا ينحاز الوسيط لأي طرف ويسعى لضمان احترام مصالح الأطراف المتنازعة بشكل عادل.

السرية هي عنصر آخر مهم، حيث تضمن أن تبقى المناقشات والمحادثات سرية تمامًا لتشجيع الحوار الصريح والمفتوح. الطوعية من جانب الأطراف أمر بالغ الأهمية، حيث تعتمد الوساطة على موافقة الأطراف الحرة على المشاركة في العملية. الاحترام والاستماع النشط يسمحان للأطراف بالتعبير عن مخاوفهم مع مراعاة اهتمامات الطرف الآخر، مما يسهل الوصول إلى حل مشترك. أخيرًا، تحمل الأطراف المسؤولية أمر أساسي: يتم تشجيعهم على تحمل مسؤولية حل نزاعهم، مما يعزز استقلالهم وقدرتهم على إدارة النزاعات المستقبلية.

عملية الوساطة


تمر عملية الوساطة بعدة مراحل. تبدأ بالاتصال الأولي والتحضير، حيث يشرح الوسيط العملية للأطراف ويقيم جوًا من الثقة. ثم يأتي التعبير عن الاحتياجات والتوقعات، حيث يعرض كل طرف مخاوفه، وغالبًا ما يساعد الوسيط في إعادة صياغة وتوضيح النقاط المطروحة. بعد ذلك، تأتي مرحلة استكشاف الخيارات للبحث عن حلول ممكنة. تليها مرحلة التفاوض والوصول إلى اتفاق يتم تحديده وتوثيقه في اتفاق رسمي. وأخيرًا، في بعض الحالات، يتم تقديم متابعة لضمان احترام الاتفاق المبرم.

تطبيقات الوساطة


تُستخدم الوساطة في العديد من السياقات. في الوساطة الأسرية، تتدخل في النزاعات الزوجية مثل الطلاق أو حضانة الأطفال، وكذلك في النزاعات بين الأجيال. تساعد في تجنب المواجهات القضائية الطويلة والمؤلمة. في الوساطة التنظيمية، تُستخدم في الشركات والإدارات لمنع وإدارة النزاعات بين الموظفين وأرباب العمل أو بين الأقسام المختلفة. تسهم في تحسين جودة الحياة المهنية وتقليل القضايا الداخلية. في الوساطة القضائية، يتم دمجها في الأنظمة القضائية كبديل للإجراءات التقليدية، لا سيما في القضايا المدنية والتجارية. وأخيرًا، في الوساطة الدولية، تلعب دورًا أساسيًا في العلاقات الدبلوماسية وحل النزاعات الدولية.

التحديات المعاصرة للوساطة


على الرغم من أن الوساطة تقدم العديد من الفوائد، إلا أنها تواجه عدة تحديات. لا يزال الاعتراف بها وإطارها القانوني يشكلان تحديًا رئيسيًا، حيث يجب أن تتكامل الوساطة بشكل منسجم مع الأنظمة القانونية الوطنية والدولية. تعتبر تدريب الوسائط تحديًا آخر بالغ الأهمية، حيث يتطلب الأمر احترافية أكبر لضمان جودة التدخلات. علاوة على ذلك، فإن استخدام التقنيات الحديثة يغير من ممارسات الوساطة، مما يثير قضايا الوصولية والكفاءة، لا سيما مع صعود الوساطة عبر الإنترنت.

بناءً عليه، تثبت الوساطة أنها أداة قوية في إدارة النزاعات المعاصرة. استنادًا إلى التواصل والتفاهم المتبادل ومسؤولية الأطراف، تمثل الوساطة بديلاً فعالًا عن الإجراءات القضائية التقليدية. إن انتشارها في المجالات الأسرية والأعمال والعلاقات الدولية يدل على أهميتها ومرونتها. ومع ذلك، لضمان أن تؤدي الوساطة دورها بالكامل، فإنها تحتاج إلى إطار قانوني دقيق وتدريب مستمر للوسائط. في عالم يشهد توترات متزايدة، تظل الوساطة أداة ثمينة لبناء الجسور بين الأفراد وتعزيز مجتمع أكثر سلامًا.

 

=> هذه الدورة متاحة باللغتين الفرنسية والإسبانية.